مصطفى مشرف مميز
المشاركات : 314 نقاط التميز : تاريخ التسجيل : 11/01/2009
| موضوع: صور عظماء زمن الفن الجميل الأحد مارس 08 2009, 16:00 | |
| |
التيفوئيد يقتل الريحاني أول هؤلاء النجوم الضاحك الباكي « نجيب الريحاني» الذي قال طه حسين عام 9491م في وداعه : «إن هذا الرجل ذو الخلق الطيب السمح والقلب النقي والنفس العذبة والضمير البريء، قد أضحك المصريين نحو ثلاثين عاماً، أضحكهم ضحكاً سخياً سمحاً بريئاً من كل إثم، مطهراً من كل دنس، أضحكهم حين كانت حياتهم كلها حزناً وهماً وألماً، فمهما بكى المصريون لفراقه فلن يوفوه حقه إلا أهونه. ولم يكن عملاق الكوميديا نجيب الريحاني يستهدف مجرد الضحك لمجرد الضحك، بل كان يلهث وراء أحد أحداث المجتمع وعيوبه ونظمه البالية ليغوص فيها ويكشف عن أخطائها ساخراً منها بأسلوبه اللاذع لكنه عاش عمره يجفف دموعه بالضحك والابتسامة وكأنه يوفرها ليوم مماته ويدخرها لسيرته عاماً بعد عام. ولد الريحاني وعاش في حي باب الشعيرية عام 1890م، وفي وظيفته في بنك التسليف توطدت الصداقة بينه وزميل له في العمل هو عزيز عيد، والتقت ميولهما الفنية، ابتكر الريحاني شخصية (كشكش بك) الثري الريفي ونجحت المسرحية وأصبح اسمه على كل لسان، ثم دخل عصر الأوبريت بتعاونه مع الموسيقار سيد درويش وتوالت النجاحات. أحب الريحاني كثيراً لكن التي أصابت قلبه في مقتل هي «بديعة مصابني» التي تزوجها، والغريب أن الفتور أصاب علاقتهما حتى أدى إلى الانفصال بعد عشر سنوات وظلا علي انفصالهما دون طلاق وكانت النهاية مأساوية إذ وقع الفنان فريسة للمرض وتدهورت صحته ودخل المستشفى اليوناني مصاباً بالتيفوئيد ومات الريحاني وكانت آخر كلماته «لقد أضحكت الدنيا وقلبي يبكي»!
| |
صائد الضحك والدموع عبد السلام النابلسي كان حزيناً على غير عادته ملامح وجهه جادة وهو ما لفت نظر زوجته «جورجيت سبات» التي حاولت أن تستفسر عن السبب لكنه تهرب من الإجابة وبدأ يداعبها وحول الموقف إلى حالة كوميدية.. وبعد دقائق طلب التوجه لغرفته للراحة من عناء السفر حيث عاد لتوه من رحلة إلى تونس لتصوير المشاهد الأخيرة من فيلم «رحلة السعادة» صاحبته زوجته حتى الغرفة وقبل أن تخرج، طلب منها أن تدير له أسطوانته المفضلة «ليه يا بنفسج» أدارت «الجرامافون» وخرجت.. ظل في الغرفة لا يؤنسه إلا صوت المطرب صالح عبد الحي يردد «ليه يا بنفسج.. بتبتهج وأنت زهر حزين» ثم أغمض عينه وراح في نوم أبدي عميق. رحل عبد السلام النابلسي تاركاً وراءه علامات استفهام.. أين ذهبت ثروته التي جمعها طوال سنوات عمله بالفن، والشائعات التي انطلقت حول علاقته بالفنانة اللبنانية «زمردة»؟! وبعد ستة أشهر تزول الأسرار وتتضح أبعاد القصة.. تلتقي الزوجة بـ «زمردة» مصادفة دون ترتيب مسبق.. تحمل في يدها مظروفاً خاصاً كان النابلسي يحتفظ به لديها.. لتجد داخله صور أشعة وفحوصاً طبية وتقريراً عن الحالة الصحية موقعاً من الطبيب العالمي «جيبسون» وهو نفس الطبيب الذي كان يشرف على علاج فريد الأطرش ولم تصدق الزوجة ما قرأته بعد أن علمت أن زوجها كان مصاباً بالقلب منذ عشر سنوات. شارك النابلسي في أول أفلام السينما المصرية الصامتة «ليلى» ثم شارك في أعمال عديدة ناطقة من إنتاجها أيضاً ليلتقطه بعد ذلك «إبراهيم وبدر لاما» وعمل معهما في دور الشرير الذي يدبر المكائد فلفت نظر الممثلة والمنتجة عزيزة أمير التي تبنته فنياً بل أرسلته ليدرس السينما في باريس على نفقتها الخاصة، لكن لسوء الحظ أفلست عزيزة أمير وزوجها بعد أقل من عام على سفر النابلسي إلى باريس ليعود مرة أخرى في رحلة البحث عن عمل بالقاهرة. وعاد النابلسي ليقترض إيجار البانسيون من فريد الأطرش إلى أن وقع معه في إحدى المرات عقد ثلاثة أفلام يشاركه فيها التمثيل.. وبعد أن تقاضى النابلسي العربون تذكر دينه لفريد.. فقال: «قولي يا فريد أنت ليك عندي كام؟!» ولم تخل نبراته من التعالي.. فابتسم فريد وقال: «عيب يا عبده مفيش كده بين الأخوات.. وعاد يرد.. طبعاً طبعاً.. صحيح.. عيب وكان معروفاً عن النابلسي رغم سوء حالته المادية أنه كان متحذلقاً.. حتى لقبه أصدقاؤه بـ «الكونت دي نابولس» وهي الشخصية التي كانت سبباً في نجاحه بعد ذلك في السينما، فبعد أن اقتنع النابلسي بعدم نجاحه في المسرح قرر العمل بالسينما التي أتاحت له الفرصة، فشارك في أعمال عديدة لكنه ظل حتى عام 1939م أسير أدوار الشرير المتحذلق حتى نصحه جورج أبيض بأن يقدم الكوميدي وكانت مشكلته الوحيدة بعد ذلك هي تأثره الواضح بنجيب الريحاني ورواد مدرسة الكوميديا وقتها القصري وحسن فايق حتى انتبه الكتاب إلى موهبته فكتبوا أدواراً ولزمات خصيصاً له، حتى مات بالمرض الذي أخفاه عن الجميع»!
| نجوم منسيون ولكن عبد الفتاح القصري تلقى تعليمه في مدرسة «الفرير» الفرنسية، فقد كان من عائلة ثرية وكان والده يمتلك محل مجوهرات، والتحق القصري بالعمل في فرقة عبد الرحمن رشدي وأثبت وجوده كممثل، ثم فرقة نجيب الريحاني حتى عام 1949م التحق بفرقة إسماعيل ياسين، قدم (أكثر من 55 فيلماً) تزوج القصري أربع مرات، وبعد سلسلة أعماله التي لا تنسى أصيب بمرض في عينيه جعله يلزم الفراش وانتقل للعيش في مساكن «المظلوم» بحي الشرابية الشعبي بالقاهرة وابتعد عنه الكثيرون وبعد أن أهلكه مرض السكر وفشل في توفير ثمن الدواء فأصيب بفقدان البصر حتى وافته المنية عن عمر لا يتجاوز 58 عاماً ولم يكن بجواره من زملائه سوى الفنانة نجوى سالم والراحلة تحية كاريوكا، ولم يمش في جنازته غيرهما! أما الفنان رياض القصبجي الشهير «بالشاويش عطية» فقد ولد عام 1903م وعمل في بداية حياته «كمسارى» ثم انضم لفرقة علي الكسار ثم كون ثنائياً شهيراً مع إسماعيل ياسين في العديد من سلسلة أفلامه، فهل يعلم الكثيرون أن هذا الفنان داهمه المرض عام 1963م، وأثناء تصوير فيلم «الخطايا» عرض عليه المخرج حسن الإمام تصوير دور خفير وفي أول مشاهده سقط مغشياً عليه وصارع المرض لمدة خمس سنوات وتوفي عام 1968م دون أن يكون بحوزته تكاليف الجنازة!! | |
|