العولمه والناس

العولمه والناس

بما أن المغلوب مولع بتقليد الغالب نتيجة شعوره بالنقص وتفوق غالبه عليه , ومن ثم التتلمذ الاتباعي لهذا الغالب , كذلك فان الغالب اذا كان فردا أو دوله أو حضاره يشعر بأحقيته في الهيمنه الفكريه والاجتماعيه علي من غلب , وتكييف حياة المغلوبين وفق الاطر المعتاده والتي يريدها وتحقيق مصالحه , هذا من جهه ومن جهه أخري, فكما أن النفس البشريه فيها نزعه أخري مقابله نحو التآلف مع الآخرين , والاندماج في مسار انساني يقوم علي عناصر يشعر هؤلاء الناس باشتراكهم فيها , وفي ظل تلك السنوات أو هذه النزعه برزت صور عديده في التاريخ البشري بعضها ديني وبعضها فلسفي , بعضها برؤي مثاليه اقترحها أصحابها وبقيت بعيده عن الواقع البشري المتنوع والمتصارع , والبعض الآخر تمثل في أرض الواقع الانساني من خلال محاولات سياده شامله لدين أو قوميه أو حضاره علي أكبر قطاع بشري ممكن , وقد تكون الحضارات السابقه قفذت الي هذه العالميه في بداية فترة نشأتها وشعورها بأنها القوي العظمي المسيطره علي العالم , ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين , قامت ( سوق العولمه ) فيه بشكل متنوع ومتراكم لأسباب عديده , منها تقارب العالم نتيجة تطور وسائل التواصل , والشعور بمخاطر فلسفة الصراع الصريح بعد ظهور الأسلحه الفتاكه , ورغبة الأقوياء في الاحتفاظ بمراكز القوه باستتباع من دونهم , واغراء الضعفاء لهؤلاء الأقوياء من خلال الانحناء امامهم بزيادة الاستتباع , وربما طمع بعض الضعفاء بتجاوز ضعفهم عن طريق الاندماج بمن فوقهم طالما قد عجزوا عن تخطيه في ظل خصوصياتهم , ومن صور هذه العولمه , تكوين عصبة الأمم المتحده بعد الحرب العالميه الثانيه وما قامت به تلك العصبه في اتخاذ قرارات واتفاقيات ومعاهدات ثنائيه أو أكثر بين دوله وأخري ..........

بقلم / حسين شمه

موضوع رائع من مشرف رائع ارجو المزيد